[color:7ad3=violet]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
يجوز اللعب بالشطرنج من باب إذكاء العقل وتنمية التفكير ، أما إذا كان سيضيع واجبا ، أو صاحبه منكر ، أويُلعب بالقمار فيحرم ، و لا يصح الإكثار منه .
يقول فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر رحمه الله :
الشطرنج لعبة معروفة تجري بين اثنين وتعتمد على التفكير والكَرِّ والفَرِّ، وأخْذ الاحتياط من هجوم الخَصْم، ومُلاحظته في تحرُّكاته وتصرُّفاته في القطع التي يلعب بها، ومن هنا قالوا إن لعبة الشطرنج تُعوِّد الإنسان التفكير والتدبير وأخْذ الأهبة للهجوم والدفاع بحسب تقديرٍ وتدبير، ومن هنا استثناها بعض الفقهاء من بين الألعاب الداخلة في اللَّهْو المُحرَّم: النَّرْدِ واللعب بالورَق ( الكُوتشينة )، ومع هذا اشترط مَن أجاز الشطرنج ألاَّ يكون اللعب به على طريقة المَيْسر والقمار، بأن يكون هناك جُعْلٌ؛ أي أجْرٌ لمَن يفوز فى اللعب، وإلا كان ذلك حرامًا، وكذلك اشترطوا ألاَّ يصحب اللعب بالشطرنج أي مُنكر من المنكرات أو معصية من المعاصي، واشترط كذلك ألاَّ يُدمِن اللاعب اللعب بالشطرنج حتى يُنْسيه واجباته الدينية أو الدنيوية، وألاَّ يَشغله الشطرنج عن أداء فريضة من الفرائض أو واجب من الواجبات.
ولو رجعنا إلى كتاب: "الشرح الصغير" في مذهب المالكية لوجدنا أنه يذكر الشطرنج من الأمور التى تُسقط قبول شهادة الإنسان، وأن الشطرنج لو كان على طريقة القمار، لأصبح من الكبائر؛ لأنه مِن أكْل أموال الناس بالباطل، وهو داخل في الفسْق وجاء في الكتاب المذكور أن لعبه حرام، وقيل مكروه وهناك قولٌ بجواز لعبه في الخلْوة مع نظيره، وعلى كلٍّ من القوْل بالحُرمة والكراهة تُرَدُّ الشهادة بلعبه إذا كان هناك إدمان على لعبه.أ.هـ
يقول الدكتور محمد بكر إسماعيل الأستاذ بجامعة الأزهر :
اختلف العلماء في جواز اللعب بالشطرنج، فجوزه جماعة من الفقهاء بشرط ألا يكثر اللعب به، أو لا يكون مقامرة، وبعضهم حكم بحرمته، والأصح عندي إن كان اللعب مع الزوجة أو مع الصديق دون أن تكون هناك مقامرة، ودون أن يكون اللعب كثيرًا، فإنه لا يحرم.أ.هـ
[b]ويقول الدكتور مصطفى ديب البغا أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة جامعة قطر :
لا ما نع شرعا حسب بعض المذاهب الفقهية من اللعب بالشطرنج؛ على ألا يضيع الوقت الكثير في هذا. وقد ذكرتم أنه لا تفوتكم صلاة الجماعة، وشريطة ألا يكون قمارا ؛ بأن يدفع المغلوب للغالب شيئا من المال. أ.هـ
ويمكنكم مطالعة الفتوى التالية :
اللعب بالشطرنج
[b]والله أعلم .
[/b][/b][b][b]
[/b][/b]
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
(الشطرنج متى شغل عما يجب باطنا أو ظاهرا حرم باتفاق العلماء كما لو شغل عن واجب كالصلاة ، أو ما يجب من مصلحة النفس أو الأهل ، أو الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر أو صلة الرحم أو بر الوالدين ، أو ما يجب فعله من نظرٍ في ولاية أو إمامة أو غير ذلك من الواجبات ، فإنه حرام بإجماع المسلمين . وكذلك إذا اشتمل على محرم كالكذب أو اليمين الكاذبة أو الخيانة أو الظلم أو الإعانة عليه أو غير ذلك من المحرمات فإنه حرام بإجماع المسلمين) اهـ بتصرف من مجموع الفتاوى (32/218، 240).
أما إذا لم يشغل عن واجب ولم يتضمن محرماً ، فقد اختلف العلماء في حكمه ، فذهب جمهور العلماء (أبو حنيفة ومالك وأحمد وبعض أصحاب الشافعي) إلى تحريمه أيضاً . واستدلوا على تحريمه بأدلة من كتاب الله تعالى ومن أقوال الصحابة .
أما أدلة القرآن ، فقول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ) المائدة/90-91 .
قال القرطبي رحمه الله : هذه الآية تدل على تحريم اللعب بالنرد والشطرنج قمارا أو غير قمار لأن الله تعالى لما حرم الخمر أخبر بالمعنى الذي فيها فقال : (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ) فكل لهو دعا قليلُه إلى كثيره وأوقع العداوة والبغضاء بين العاكفين عليه وصد عن ذكر الله وعن الصلاة فهو كشرب الخمر وأوجب أن يكون حراماً مثله اهـ الجامع لأحكام القرآن (6/291) .
وأما أقوال الصحابة :
فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه مَرَّ على قوم يلعبون بالشطرنج فقال : ما هذه التماثييل التي أنتم لها عاكفون . قال الإمام أحمد : أصح ما في الشطرنج قول علي رضي الله عنه اهـ
وسئل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن الشطرنج فقال : هي شَرٌّ من النرد .
و (النرد) أو (النردشير) هو ما يعرف الآن بالزهر الذي تلعب به الطاولة وقد وردت الأحاديث بتحريمه.
روى أبو داود (4938) عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ) . صححه الألباني في صحيح أبي داود (4129) .
وروى مسلم (2260) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَده فِي لَحْم خِنْزِير وَدَمه). قال النووي رحمه الله : وَهَذَا الْحَدِيث حُجَّة لِلشَّافِعِيِّ وَالْجُمْهُور فِي تَحْرِيم اللَّعِب بِالنَّرْدِ . وَمَعْنَى (صَبَغَ يَده فِي لَحْم الْخِنْزِير وَدَمه) أي: فِي حَال أَكْله مِنْهُمَا ، وَهُوَ تَشْبِيه لِتَحْرِيمِهِ بِتَحْرِيمِ أَكْلهمَا اهـ.
أقوال بعض العلماء في تحريم الشطرنج :
قال ابن قدامة رحمه الله : وأما الشطرنج فهو كالنرد في التحريم اهـ . المغني (14/155).
وقال ابن القيم رحمه الله : (ومفسدة الشطرنج أعظم من مفسدة النرد ، وكل ما يدل على تحريم النرد فدلالته على تحريم الشطرنج بطريق أولى . . . وهذا قول مالك وأصحابه، وأبي حنيفة وأصحابه، وأحمد وأصحابه، وقول جمهور التابعين . . . ولا يُعلم أحدٌ من الصحابة أحلها ولا لعب بها ، وقد أعاذهم الله من ذلك وكل ما نسب إلى أحد منهم من أنه لعب بها كأبي هريرة فافتراء وبهت على الصحابة ، ينكره كل عالم بأحوال الصحابة ، وكل عارف بالآثار ، وكيف يبيح خير القرون وخير الخلق بعد رسول الله اللعب بشيء صدُّه عن ذكر الله وعن الصلاة أعظم من صد الخمر إذا استغرق فيه لاعبُه، والواقع شاهد بذلك، وكيف يحرم الشارع النرد ويبيح الشطرنج وهو يزيد عليه مفسدة بأضعاف مضاعفة . . .) اهـ الفروسية (303، 305، 311).
وقال الذهبي رحمه الله : (وأما الشطرنج فأكثر العلماء على تحريم اللعب بها سواء كان برهن أو بغيره أما بالرهن فهو قمار بلا خلاف وأما إذا خلا عن الرهن فهو أيضا قمار حرام عند أكثر العلماء . . . وسئل النووي رحمه الله عن اللعب بالشطرنج أحرام أم جائز ؟ فأجاب رحمه الله تعالى : إن فوت به صلاة عن وقتها أو لعب بها على عوض فهو حرام وإلا فمكروه عند الشافعي وحرام عند غيره . . .) اهـ . الكبائر (89-90) .
وهذه بعض الاسئله المجاب عنها
س: هل يجوز لعب الورق ( البلوت ) وما حكم لعب الشطرنج مع العلم أنهما لا يلهيان عند الصلاة ؟
ج: لا تجوز هاتان اللعبتان وما أشبههما من آلات اللهو ولما فيهما من الصد عن ذكر الله وعن الصلاة وإضاعة الأوقات في غير حق ولما قد تفضي إليه من الشحناء والعداوة هذا إذا كانت هذه اللعبة ليس فيها عوض أاما إن كان فيها عوض مالي فإن التحريم يكون أشد لأنها بذلك تكون من أنواع القمار الذي لاشك في تحريمه ولا خلاف فيه . ( الشيخ ابن باز رحمه الله )
س: ما حكم لعبة الشطرنج ولعب الورق من غير دراهم ؟
المسلم يترفع عن الدنايا وعن السفاسف، ويلازم الأمور النافعة والجادة والمفيدة، ويحفظ وقته عما لا فائدة فيه .
أما لعب الشطرنج؛ فإنه حرام بقول جماهير أهل العلم، سواء كان بعوض أو بغير عوض، وقد كان السلف يحذرون منه غاية التحذير، وينهون عنه أشد النهي، وهو قريب من النرد؛ فلا يجوز لعب الشطرنج .
وقد كتب أهل العلم في التحذير منه كتابة واضحة وصريحة بتحريمه؛ مثل شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموعة الفتاوى الكبرى " ، وكذلك الإمام ابن القيم في كتاب " الفروسية " ، وكذلك الإمام الآجري؛ فإن هؤلاء العلماء والأئمة الكبار كتبوا في تحريم الشطرنج كتابات واضحة ومفيدة .
فيجب على المسلم أن يبتعد عنه، ولا خير فيه، وهو لعبة محرمة، سواء أخذ عليه عوضًا أم لم يأخذ، وإذا أخذ عليه العوض؛ فإنه أشد، ويكون من أكل المال بالباطل والعياذ بالله، ومن الكسب الحرام؛ فهو الميسر والقمار المحرم بنص القرآن الكريم، وهو قرين الخمر .
وكذلك لعب الورق - ورق البالوت -؛ هذا أيضًا : إذا كان بعوض؛ فهو الميسر والقمار الذي جعله الله قرينًا للخمر وأخبر أنه رجس من عمل الشيطان وأخبر أنه يوقع العداوة والبغضاء؛ فهو حرام شديد التحريم .
أما إذا كان بدون عوض؛ فإنه يحرم أيضًا؛ لأنه يضيع الوقت على الإنسان، وربما يسهر في هذه اللعبة ويترك صلاة الفجر مع الجماعة أو في الوقت، وأيضًا يختلط الإنسان بأشكال من الناس غير مرغوب فيها، ويحصل في أثناء اللعب من الكلام البذيء والشتم وغير ذلك ما لا يخفى .
فعلى المسلم أن يبتعد عن هذه الألعاب الدنيئة التي تضيع عليه وقته في غير فائدة .
المفتي : (الشيخ العلاّمة // صالح الفوزان )
س: هل يجوز لعب الشطرنج تحت الشروط الآتية ليس باستمرار بل في بعض الأحيان مع عدم التلفظ بالكلمات البذيئة أثناء اللعب وعدم تضييع أوقات الصلوات المفروضة؟
فأجاب رحمه الله تعالى : القول الراجح أن اللعب بالشطرنج محرم .
أولاً لأنه لا يخلو غالباً من صور تمثاليه مجسمة ومعلوم أن اصطحاب الصور محرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة) .
وثانياً لأنه غالباً يلهي كثيراً عن ذكر الله عز وجل وما ألهى كثيراً عن ذكر الله عز وجل فإنه يكون حراماً لقول الله تعالى في بيان حكمة تحريم الخمر والميسر والأنصاب والأزلام في قوله (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ) ولأن الغالب في اللاعبين بهذه اللعبة التنازع والتنافر و الكلمات النابية التي لا ينبغي أن تقع من مسلم لأخيه ولأن حصر الذهن على هذا النوع من الذكاء يستلزم أن ينحصر تفكير الإنسان وذكاؤه في هذا النوع من الأنواع ويكون فيما عداه بليداً كما حدثني بذلك من أثق به قال إن المنهمكين في لعب الشطرنج نجدهم إذا خرجوا عن ميادينه مما يتطلب ذكاء وفطنة أبله الناس وأغفلهم فلهذه الأسباب كان لعبة الشطرنج حراماً هذا إذا سلمت مما ذكره السائل وسلمت من الميسر وهو جعل عوض على المغلوب فإن اقترنت بما ذكره السائل أو جعل فيها ميسر وهو العوض على المغلوب صارت أخبث وأشر . ( الشيخ إبن عثيمين )
انا اعرف ان هذا الموضوع ليس له علاقه بالمنتدي لكن اردت ان احذر الاعضاء
وشكرا[/size]